بيداغوجيا الخطأ
تعريف
:
هي تصور ممنهج للعملية التعليمية يقوم
على اعتبار الخطأ إستراتيجية للتعليم و التعلم أي أن الوضعيات الديداكتيكية يتم
إعدادها و التخطيط لها اعتمادا على المسار الذي يقطعه المتعلم لبناء المعرفة وما
يمكن أن يتخلل هذا المسار من أخطاء.
مصادرها :
- أخطاء ذات مصدر نمائي: قد يخطئ المتعلم لأننا نطالبه بمجهود يتجاوز القدرات العقلية المميزة لمرحلة النمو التي يعيشها.
- أخطاء ذات مصدر ابستمولوجي : إن المتعلمين مهما كان سنهم يأتون إلى القسم و معهم حمولة مصدرها المعرفة العامة أي لديهم تمثلات للأشياء و الظواهر المحيطة بهم . وبهذا تكون الأخطاء الإبستمولوجية ناتجة عن تمثلات وليس عن جهل فيسعى التعلم إلى مساعدة المتعلمين على تجاوزها ، ويسميه باشلار بالعوائق الإبستمولوجية للانتقال من المعارف القبلية(العامة) إلى المعرفة العامة.
أخطاء ذات مصدر تعاقدي: وهي التي قد تنتج عن لبس في
التعليمات المحددة لما هو مطلوب من المتعلم أو عن غياب الالتزام بمقتضيات العقد
الديداكتيكي القائم بين المدرس و المتعلم.
- أخطاء ذات مصدر ديداكتيكي: مرتبطة بالطريقة المتبعة في التدريس و نوع الوسائل التعليمية التي ثم اعتمادها و طبيعة المحتويات التي ثم اختيارها... كل هذه عوامل قد تكون سببا في جر المتعلم إلى الخطأ.
أنواع الخطأ:
الأخطاء
المنتظمة: تكون من النوع نفسه أو من أنواع مختلفة ، وتتخذ صفة
التكرار و تؤشر على صعوبة في التعلم مرتبطة غالبا بوجود عوائق أو بعدم امتلاك
قدرات و كفايات معينة.
وهذا النوع هو الذي يجب أن نركز عليه
في مرحلة الدعم.
الأخطاء العشوائية: تكون غير منتظمة ترتكب غالبا بسبب
سهو أو عدم انتباه أو عدم تذكر.
الأخطاء المرتبطة بالمهمة أو المطلوب: ترتكب
هذه الأخطاء في الغالب بسبب سوء فهم ما هو مطلوب انجازه ،وهذا يحيل أيضا
إلى إعادة النظر في الأسلوب المتبع في التدريس.
استراتيجيات تجاوز الخطأ:
بغية دمج الأخطاء في الفعل التربوي سواء أثناء مرحلة البناء أو في وضعيات
التقويم ، تدعو بيداغوجية الخطأ إلى إتباع منهجية دقيقة يمكن تلخيصها في الخطوات
التالية:
1. رصد الخطأ وتشخيصه: و ذلك من خلال ملاحظة الخطأ ووصفه و
تحديده بدقة
2. إشعار المتعلم بحدوث خطأ: ليصبح الخطأ فرصة لبناء التعلم
،وينبغي الاعتراف بحق المتعلم في ارتكاب الخطأ ، و عدم اتخاذ موقف سلبي منه، بل إشعار
المتعلم المخطئ بخطئه والانطلاق منه لهدمه و تعويضه بالمعرفة العلمية.
3. تصنيف الخطأ: أي أن المتعلم بمفرده أو بمساعدة زملائه أو
بتوجيه من أساتذته ، يحاول تحديد طبيعة الخطأ و التعرف على مصدره.
4. تفسير أسباب الخطأ: أي اقتراح فرضيات تفسيرية لمصدر
الخطأ و التفكير في العوامل التي أدت إلى ارتكابه، هل هي إستراتيجية مرتبطة بالتعلم
، أو ديداكتيكية مرتبطة بالمدرس، أو تعاقدية مرتبطة بالعقد الديداكتيكي القائم بين
المدرس و المتعلم.
5. معالجة الخطأ: على المدرس أن يساعد المتعلمين على تجاوز أخطائهم
و ذلك أما التغذية الراجعة، أو بتكرار أعمال مكملة أو بتبني استراتيجيات جديدة
للتعلم.
خاتمة
الواقع أن رجال التربية و
التعليم مازالوا ينظرون إلى الخطأ بكيفيات مختلفة: ففي مجال البيداغوجيا التقليدية
يعتبر الخطأ مشوشا و سقوطا و سوء فهم لا يستحق الوقوف عنده لذا ينبغي إقصاؤه،
ويعني ذلك انه ليس هناك أدنى تسامح مع الخطأ أما في مجال البيداغوجيا الحديثة فان
الخطأ ينظر إليه نظرة ايجابية ، إذ يعتبره فريني محاولة تشق طريقها نحو النجاح و تتيح
إقصاء الفعال المنجزة صدفة و التي لا تعطي نتائج ايجابية . إما بالنسبة إلى باشلار فان الخطأ يندرج ضمن العملية التعليمية -التعلمية- باعتباره خطوة ضرورية لتقدم الدرس.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء