المقاربة بالكفايات
تقديم
1. من بيداغوجيا الأهداف إلى المقاربة بالكفايات
2. مفهوم الكفاية
3. المفاهيم المرتبطة بالكفاية
4. أنواع الكفايات وتصنيفها
5. أنشطة التعلم
خاتمة
تقديم
لقد عرفت
المقاربة بالكفايات، كمدخل للمناهج والبرامج، تطورا من حيث المفهوم أو من حيث
أجرأته عبر الممارسات التربوية المختلفة. وخلال كل مرحلة من مراحل هذا التطور، تم
تدقيق مفهوم الكفاية بهدف صياغتها صياغة وظيفية تساعد على بناء أسس نظرية لهذه
المقاربة من جهة، ومن جهة أخرى تجاوز النماذج البيداغوجية التي برزت حدودها.
ومن خلال النقاش الدائر حول المقاربة
بالكفايات على المستويين الوطني والدولي، والتجارب المعتمدة ببعض الأنظمة
التربوية، يمكن القول بأن المناهج التعليمية المعتمدة تنبني على أساس نموذج يمزج
بين الكفايات المستعرضة والكفايات النوعية. ويتم التركيز أكثر فأكثر على الكفايات
المستعرضة كلما ارتقينا عبر المراحل والأسلاك التربوية.
1. من بيداغوجيا الأهداف
إلى المقاربة بالكفايات
•
لقد ساهم
التدريس بالأهداف في تحقيق عدة مكتسبات هامة، منها :
•
وعي الأساتذة
بضرورة تحديد هدف كل نشاط تعليمي/تعلمي بشكل دقيق.
•
ترجمة محتويات
التدريس إلى أهداف ووضع خطط دقيقة لتحقيقها.
•
تصنيف الأهداف
إلى معارف ومهارات ومواقف.
•
ضبط عملية
التقويم سواء تعلق الأمر بالتقويم التكويني أو التقويم الإجمالي.
•
استثمار أدوات
ووسائل جديدة للتقويم.
•
طرح إشكالية
الجودة والفعالية والمردودية من منظور جديد.
•
وقد برزت، رغم
هذه المكتسبات، بعض النقائص للتيار
السلوكي، نذكر منها :
•
بروز علاقة
ميكانيكية بين المثير واستجابة التلميذ، في إطار البحث الحثيث عن سلوكات قابلة
للملاحظة.
•
تجزيء وحدا ت
التعلم إلى مكونات متعددة، تتمثل في ما يسمى بالأهداف الإجرائية مما أدى إلى تفتيت
البنية العقلية للتلميذ.
•
انعدام
التلاؤم بين المكتسبات المدرسية وما يتطلبه حل المشكلات التي تصادف التلميذ في
حياته العامة. مما يحول دون استثمار هذه المكتسبات في سياقات مختلفة.
•
وانطلاقا من
الإكراهات الناجمة عن هذه النقائص، انصب اهتمام الباحثين على طرق جديدة للتفكير
والعمل. فظهر مفهوم بيداغوجيا الإدماج، والمقاربة بالكفايات كشكل من أشكاله.
2- مفهوم
الكفاية
عرف مفهوم الكفاية تطورا مهما ساهم فيه
كل من البحث التربوي والتجارب الميدانية في بعض الأنظمة التربوية. ويعرف روغيرس [1] الكفاية كالتالي :
"الكفاية هي إمكانية
التعبئة، بكيفية مستبطنة، لمجموعة مدمجة من الموارد (معارف ومهارات ومواقف)، بهدف
حل فئة من الوضعيات-المشكلة".
[1] La possibilité, pour un individu, de mobiliser de manière intériorisée un ensemble intégré de ressources en vue de résoudre une famille de situations-problèmes.
[1] La possibilité, pour un individu, de mobiliser de manière intériorisée un ensemble intégré de ressources en vue de résoudre une famille de situations-problèmes.
يبرز هذا التعريف العناصر الأساسية
للكفاية، ومنها :
•
إمكانية
التعبئة : وتعني توفر الفرد على الكفاية بشكل دائم، وليس عند
ممارستها في وضعية معينة فقط. مما يجعل الكفاية ملازمة للفرد و دائما في خدمته .
•
الكيفية
المستبطنة : وتعني طابع الاستقرار والملازمة اللذان يميزان
الكفاية، مع قابليتها للتطوير والدعم من خلال ممارستها عبر سياقات مختلفة.
•
حل فئة من
الوضعيات-المشكلة : ويتعلق الأمر بوضعيات متكافئة، تتميز بنفس
الخصائص (المعطيات، صعوبة المهام، دقة المعلومات المقدمة ...)
كما نستنتج من هذا التعريف أن الكفاية
تستلزم :
•
امتلاك
التلميذ معارف علمية ومنهجية وكذا مهارات مرتبطة بمحتوى المادة.
•
تبنيه لمواقف
واتجاهات، تمكنه من اتباع سلوكات صحيحة تجاه ذاته و محيطه
•
تمرنه على
ممارسة الكفاية في وضعيات متكافئة مختلفة.
•
استعداده
الدائم لممارسة الكفاية، وتطويره لها باكتساب تعلمات جديدة
2-1 مميزات الكفاية
تتميز الكفاية بخصائص، أهمها : تعبئة
مجموعة موارد، الوظيفية، العلاقة بفئة من الوضعيات، الارتباط بمحتوى دراسي،
والقابلية للتقويم.
•
تعبئة مجموعة
موارد : إذ التمكن من الكفاية يعني امتلاك معارف ومهارات
وخبرات وتقنيات وقدرات، ... تتفاعل فيما بينها ضمن مجموعة مدمجة. ولا يعتبر توفر
التلميذ على كل الموارد الخاصة بكفاية ما ضروريا.
•
الوظيفية :
إن امتلاك التلميذ معارف ومهارات ومواقف يبقى دون معنى إذا لم تستثمر في نشاط أو
إنتاج محفز، أو في حل مشكلة تعترضه في المؤسسة التعليمية أو في حياته العامة.
وهكذا تمكنه الكفاية من ربط التعلمات بحاجاته الفعلية، والعمل على تلبية هذه
الحاجات باستقلالية تامة، ووفق وتيرة خاصة.
•
العلاقة بفئة
من الوضعيات : إن ممارسة الكفاية لا يمكن أن يتم إلا في إطار
حل فئة من الوضعيات المتكافئة. فالكفاية في مجال ما (مادة أو مواد مدمجة) تعني
قدرة التلميذ على حل مشكلات متنوعة باستثمار الأهداف (المعرفية والحس-حركية
والوجدانية) المحددة في البرنامج. وتصبح ممارسة الكفاية عبارة عن اختيار الموارد
الملائمة للوضعية وترتيبها واستثمارها في اقتراح حل أو حلول متعددة للمشكلة.
•
الارتباط
بمحتوى دراسي : ويتجلى في كون الكفاية مرتبطة بفئة من الوضعيات،
يتطلب حلها استثمار موارد مكتسبة عبر محتوى دراسي معين. ويمكن أن يندرج هذا
المحتوى ضمن مادة دراسية واحدة أو ضمن عدة مواد.
•
القابلية
للتقويم : تتمثل قابلية الكفاية للتقويم في إمكانية قياس جودة
إنجاز التلميذ (حل وضعية-مشكلة، إنجاز مشروع، ...). ويتم تقويم الكفاية من خلال
معايير تحدد سابقا. وقد تتعلق هذه المعايير بنتيجة المهمة (جودة المنتوج، دقة
الإجابة، ...)، أو بسيرورة إنجازها (مدة الإنجاز، درجة استقلالية التلميذ، تنظيم
المراحل، ...)، أو بهما معا.
3- المفاهيم المرتبطة
بالكفاية
انطلاقا من تعريف الكفاية، تبرز أهمية
اعتبار القدرة والهدف (معارف ومهارات ومواقف) والوضعية-المشكلة في تنمية وتطوير وتقويم
الكفايات. وإذا كانت القدرة تمثل البعد المستعرض للكفاية كما سنرى
لاحقا
والأهداف تمثل البعد المتعلق بالمادة
الدراسية فإن الوضعية-المشكلة تمثل المجال الذي تأخذ فيه التعلمات
معنى حقيقيا، يربط بين ما يتم تحصيله من تعلمات، وما يتطلبه حل مشاكل الحياة
المهنية أو العامة التي تتسم بالتعقيد.
1- مفهوم القدرة:
يعرف ميريو القدرة كالتالي : " ... نشاط ذهني
مستقر وقابل للتطبيق في مجالات مختلفة؛ وتستعمل لفظة القدرة كمرادف للمهارة. ولا
توجد أية قدرة في الحالة المطلقة، كما أن القدرة لا تتمظهر إلا من خلال تطبيقها على محتوى".
•
ومن الأمثلة
على القدرات: التصنيف والتحليل والتركيب والتمثيل... فقدرة التحليل مثلا، لا تتجسد إلا من
خلال تطبيقها على محتوى دراسي، كتحليل قياسات، أو تحليل تمثيل
مبياني، أو تحليل نص، أو تحليل صورة، أو تحليل خريطة...
•
وإذا كانت جل
القدرات التي تتم تنميتها في التعليم قدرات عقلية، فإن ذلك لا يجب أن ينسينا قدرات
أخرى كالقدرات الحس- حركية والقدرات السوسيو وجدانية. وفيما يلي أمثلة لبعض القدرات المتداولة حسب المجالات الثلاثة
للشخصية :
2-أنواع القدرة:
•
قدرات معرفية: قراءة، تلخيص، تصنيف،
مقارنة، جمع، نقد، تركيب (أفكار)... وقد وضعت لهذه القدرات عدة صنافات، من أهمها
صنافة بلوم وصنافة داينو.
•
قدرات حس–حركية: تمثيل، تلوين، مزج، تركيب (عدة تجريبية)... ومن الصنافات الخاصة
بهذا المجال من القدرات، نذكر صنافة سيمبسون وصنافة هارو.
•
قدرات سوسيووجدانية: إنصات، تعبير، ربط
علاقة... وتعتبر صنافة كراثوول أو صنافة
داينو من أهم الصنافات المتعلقة بهذه القدرات.
3- مميزات القدرة:
إن القدرة بهذا المفهوم، تكتسب وتتطور من خلال ممارستها على
محتويات ومضامين مواد مختلفة. فهي إذن :
•
مستعرضة : إذ تكتسب من خلال عدة مواد،
بدرجات مختلفة.
•
قابلة للتطوير : لا تقتصر تنميتها على
التعلم النظامي فقط، وإنما تتم خلال الحياة ككل. فقدرة الملاحظة تبدأ عند الرضيع،
وتتطور خلال الحياة، لتصبح أكثر دقة وأكثر سرعة.
•
قابلة للتحويل : يتم تطوير القدرة من خلال
وضعيات، فتتفاعل هذه القدرة مع قدرات أخرى، وينتج عن ذلك التفاعل قدرات جديدة.
فالقراءة والكتابة والتصنيف مثلا، قدرات تتفاعل فيما بينها فتفرز
قدرات أخرى كالتمييز وأخذ النقط والحوار وتنظيم
العمل...
•
غير قابلة للتقويم : يتم تقويم ممارستها على محتويات معينة، وفي وضعيات
خاصة.
3-2 الهدف التعلمي
Objectif d’apprentissage
1- مفهوم الهدف التعلمي:
الهدف
التعلمي هو
ممارسة قدرة على محتوى معين، يعتبر موضوع تعلم. فقدرة الكتابة مثلا وقانون ما كموضوع
تعلم يمكنان من الحصول على الهدف التالي : كتابة قانون كذا. ويوافق هذا التعبير
مرقى الهدف الخاص المعتمد في إطار التدريس بالأهداف. ويبقى من مهمة الأستاذ العمل
على أجرأته، لضبط وتقويم وتوجيه كل من أنشطته، باعتباره منشطا ووسيطا، وأنشطة التلاميذ باعتبارهم
فاعلين
أساسيين في العملية التعليمة-التعلمية.
2- تصنيف الأهداف:
يتم تصنيف الأهداف الخاصة
إلى معارف ومهارات ومواقف، تبعا لطبيعة القدرة :
•
المعارف (savoirs) : وتتمثل
بالنسبة لمادة ما، في ممارسة القدرات المعرفية على موضوع ما للتعلم.
•
المهارات (savoir-faire): وتتمثل في تطبيق قدرات حس – حركية على موضوع للتعلم. ويتم تطويرها من خلال التمرن على تنمية
مراحلها في مواضيع تعلم مختلفة. وتتمثل أهمية تنويع مواضيع التعلم في
تمييز المهارة عن المعرفة.
•
المواقف
والاتجاهات (savoir-être): ويمكن الحصول عليها بتطبيق قدرات سوسيووجدانية على موضوع التعلم، كالإنصات إلى
اقتراحات النظراء، والتعود على تصفح المنجد للبحث عن معنى كلمة.
3-3 الوضعية المشكلة situation-problème
1- مفهوم الوضعية المشكلة:
تعتبر الوضعية-المشكلة، في إطار المقاربة
بالكفايات، عنصرا مركزيا، وتمثل المجال الملائم الذي تنجز
فيه أنشطة تعلمية متعلقة بالكفاية، أو أنشطة تقويم الكفاية نفسها.
وتتكون الوضعية-المشكلة حسب روغيرس من:
•
وضعية (situation): تحيل إلى الذات (Sujet) في علاقتها بسياق معين(contexte)، أو بحدث (évènement)، مثال : خروج المتعلم إلى نزهة،
زيارة مريض، اقتناء منتوجات، عيد الأم، اليوم العالمي للمدرس...
•
مشكلة (problème) : وتتمثل في استثمار معلومات أو إنجاز مهمة أو تخطي حاجز، لتلبية
حاجة ذاتية عبر مسار غير بديهي.
وتحدث الوضعية-المشكلة، في الإطار الدراسي،
خلخلة للبنية المعرفية للمتعلم، وتساهم في إعادة بناء التعلم. وتتموضع ضمن سلسلة
مخططة من التعلمات
2. مميزات الوضعية-المشكلة
تتمثل
أهم مميزات الوضعية-المشكلة في كونها :
•
تمكن من تعبئة
مكتسبات مندمجة وليست مضافة بعضها لبعض.
•
توجه التلميذ
نحو إنجاز مهمة مستقاة من محيطه، وبذلك تعتبر ذات دلالة تتمثل في بعدها الاجتماعي
والثقافي... كما أنها تحمل معنى بالنسبة للمسار التعلمي للتلميذ، أو بالنسبة
لحياته اليومية أو المهنية.
•
تحيل إلى صنف
من المسائل الخاصة بمادة أو بمجموعة مواد.
•
تعتبر جديدة
بالنسبة للتلميذ عندما يتعلق الأمر بتقويم الكفاية.
وتعمل
هذه المميزات على التمييز بين التمرين التطبيقي لقاعدة أو نظرية من جهة، وبين حل
المشكلات المتمثل في ممارسة الكفاية من جهة أخرى.
3- مكونات الوضعية-المشكلة
تتكون الوضعية-المشكلة
من عنصرين
أساسيين، هما :
1- السند أو الحامل: ويتضمن كل العناصر المادية التي تقدم للتلميذ،
وتتمثل في:
•
السياق: ويعبر
عن المجال الذي تمارس فيه الكفاية، كأن يكون سياقا عائليا أوسوسيوثقافيا أو
سوسيومهنيا... ويتم تحديد السياق عند وضع السياسة التربوية (التوجهات والاختيارات
التربوية).
•
المعلومات:
التي سيستثمرها التلميذ أثناء الإنجاز. وقد لا يستغل بعضها في الحل فتسمى معلومات
مشوشة، تتمثل أهميتها في تنمية القدرة على الاختيار.
•
الوظيفة:
وتتمثل في تحديد الهدف من حل الوضعية، مما يحفز التلميذ على الإنجاز.
2- المهمة: وتتمثل في مجموع التعليمات
التي تحدد ما هو مطلوب من المتعلم إنجازه. ويستحسن أن تتضمن أسئلة مفتوحة، تتيح
للتلميذ فرصة إشباع حاجاته الشخصية، كالتعبير عن الرأي، واتخاذ المبادرة، والوعي
بالحقوق والواجبات، والمساهمة في الشأن الأسري والمحلي والوطني، الخ.
3-3 الوضعية المشكلة situation-problème
واعتبارا لهذه المكونات تأخذ الوضعية-المشكلة دلالة بالنسبة
للتلميذ حيث إنها
•
تتيح له فرصة تعبئة مكتسباته في مجالات حياته، التي
تعتبر مراكز اهتمامه.
•
تشكل تحديا بالنسبة التلميذ،
ومحفزا على التعلم الذاتي.
•
تتيح له فرصة الاستفادة من مكتسباته، بنقلها بين سياقات مختلفة.
•
تفتح له آفاق تطبيق مكتسباته.
•
تحثه على التساؤل عن كيفية بناء وصقل المعرفة، وعن مبادئ وأهداف
وسيرورات تعلمه.
•
تمكنه من الربط بين النظري والتطبيقي،
وبين مساهمات مختلف المواد الدراسية.
•
تمكنه من تحديد حاجاته في التعلم، من
خلال الفرق بين ما اكتسبه، وما يتطلبه حل الوضعية-المشكلة.
تصنيف الكفايات
تصنف المدرسة المغربية الكفايات الى :
§ كفايات نوعية.
§
كفايات ممتدة
أو مستعرضة.
§
هذه الأصناف من
الكفايات تقسم إلى:
§
كفايات
استراتيجية
§
كفايات
تواصلية
§
كفايات منهجية
§
كفايات ثقافية
§
كفايات
تكنولوجية
مستويات الكفاية
كفاية رئيسية / كفاية خاصة
كفاية رئيسية / كفاية خاصة
امتلاك كفايـة رئيسيـة يتطلب تحقيق
مجموعة من الكفايات الفرعية تسمى كل منها كفاية خاصة مرتبطة بالكفاية الرئيسية.
كفاية رئيسية
|
كفايات خاصة ( القدرة على : )
|
||
القدرة على التصويت الذي يحفظ المصالح العامة.
|
-
الحصول على
معلومات.
-
تعرف
الأحزاب السياسية.
-
تعرف رهان
الانتخاب.
- تعرف البرامج المقترحة من طرف الأحزاب السياسية.
|
4 - أنشطة التعلم: activités d’ apprentissage
في إطار المقاربة بالكفايات، يعتبر
التلميذ الفاعل الأساسي في بناء التعلمات، وإدماجها من خلال وضعيات ذات دلالة. كما
تعتبر القدرة على إدماج هذه التعلمات مؤشرا على امتلاك الكفاية المستهدفة. وتتمثل
أهم الأنشطة التعلمية فيما يلي :
•
أنشطة تعلمية
جزئية (apprentissages ponctuels)، يتمكن خلالها التلميذ من تحقيق
الأهداف المسطرة لكل نشاط.
•
أنشطة بنينة
المكتسبات (structuration des acquis) في إطار السياق المدرسي (الارتباط
بالمادة)، كإدماج مختلف الأهداف المحققة في حل تمرين توليفي.
•
أنشطة تعبئة
المكتسبات في حل وضعية-مشكلة مدمجة خارج السياق المدرسي (تعلم الإدماجintégration ).
ويمكن تناول هذه الأنشطة عبر مراحل أربعة، يكون
فيها التلميذ
محور كل اهتمام، والفاعل الأساسي لمجموع الإنجازات التي يمكن أن تتم بشكل فردي أو جماعي. وتتمثل هذه المراحل فيما
يلي :
1- مرحلة التقديم(présentation): يتم
خلالها توضيح المكتسبات التي سيحصلها التلميذ بعد التعلمات، فيزداد اهتمامه. ويمكن
أن تتضمن هذه المرحلة :
•
طرح وضعية-مشكلة جديدة يتم حلها لاحقا.
•
تقديم الأهداف المتوخاة من الحصة.
•
تقديم وثيقة (صورة، رسم، نص، ...) أو شيء (آلة،
جسم مادي، ...) للملاحظة.
•
اقتراح تمرين يربط المكتسبات السابقة بموضوع
التعلم.
•
إنجاز خرجة لمكان ما لجمع المعطيات وإجراء
ملاحظات.
•
اقتراح بحث ينجز لاحقا، من خلال تحليل وثائق، أو
استشارة مختصين.
2- مرحلة التطوير(développement) : وتتمثل في
استثمار القدرات العقلية والحس – حركية للتلميذ، بهدف التوصل إلى التعلمات
الأساسية، وفهم دلالاتها، ودمجها مع التعلمات السابقة. وينجزها التلميذ بمساعدة الأستاذ أو باستعمال
الكتاب
المدرسي أو موارد أخرى، في إطار جماعي أو فردي. ويمكن
استثمارها في:
•
استخلاص موضوع التعلم في إطار تعميم ما
هو خاص (علاقة، قانون، قاعدة،...)، مع تجنب التعميم السريع المبني على حالة واحدة.
•
إضافة معلومات ومعطيات جديدة.
•
استنتاج موضوع التعلم من العام إلى
الخاص (تعريف، قاعدة، قانون، ...)
•
تقديم توضيحات خاصة (أمثلة، صور، ...).
•
البرهنة على نتيجة أو محاكاة إنجاز.
•
تنظيم وتثبيت موضوعات التعلم وربطها بالتعلمات السابقة.
3-مرحلة التطبيق(application) :
وتتمثل في تطبيق التعلمات
المكتسبة من خلال إنجاز :
•
تمارين تطبيقية تتعلق بمعرفة الموضوع
واستعماله داخل وخارج المؤسسة التعليمية.
•
تمارين لتقويم فهم التلميذ لموضوع
التعلم.
•
أنشطة الاستدراك، خاصة بموضوع التعلم
أو بمكتسبات سابقة.
•
أنشطة التقويم، وخصوصا التقويم
التكويني والتقويم الذاتي.
4- مرحلة الإدماج(intégration) :
•
وتتمثل في إضافة التعلمات المحصلة إلى
المكتسبات القبلية للتلاميذ، بطريقة تفاعلية، من خلال :
•
ربط علاقات بين مختلف التعلمات.
•
تحويل المكتسبات المحصلة إلى وضعيات أخرى،
خاصة بالمادة المدرسة أو بمادة أخرى.
•
إنجاز أنشطة إدماج التعلمات، في وضعيات
مستقاة من المحيط.
•
تقويم قدرة التلميذ على إدماج التعلمات.
خاتــمــة
إن الكفاية لدى الكثيرين مفهوم متسم
بالليونة. وهي بالتالي كل مندمج ووظيفي للمعارف والمهارات، ومعرفة جيدة للتصرف
أمام مجموعة من الوضعيات. إنها تميل إلى حل المشكلات والتكيف مع أية وضعية جديدة
أو معقدة. ثم إنجاز وتحقيق مختلف المشاريع. إنها بالتالي تلغي تلقين المعارف
وتحصرها في جانب واحد وهو المدرس. بل إنها تكتسب بجعل المتعلم في قلب الاهتمام،
وتمكينه من استغلال فاعليته في مختلف الوضعيات الملموسة.
مما سبق ذكره نستنتج أن الكفاية مفهوم
متشعب. وأنه من الصعب الاتفاق بشكل دقيق ومحدد حول مختلف جوانبه. إلا أنه يمكن الحديث عن خصائص مشتركة
للكفاية، من قبيل القدرة على دمج المعارف والمهارات المختلفة وتنظيمها وتحويلها في
سياق محدد إلى عناصر توظف لحل المشاكل وإنجاز المشاريع والأنشطة. وهي بالتالي
عملية متميزة بالتجديد والحركية ومطالبة بالتطور ومسايرة الظروف المتغيرة. ويظهر
في هذا الإطار، الجانب الوظيفي والإبداعي للكفاية من خلال الإنجازات والسلوكات
والمؤشرات التي تدل على تحققها. إنها بهذا كله نسق يمكن من التصرف الجيد في الوقت
والمكان والوضعيات المختلفة.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء